إعادة توجيه الطاقة الجنسية
قلوب الأطفال ممتلئة بالبهجة والفرح والسعادة... لأنهم موصولون بنبض الوجود ونوره.. يتمتعون بهذه اللحظة فحسب، بلا ماضي أو مستقبل... يعيشون ويتنفسون بالحدود القصوى للنفَس....
أما نحن فنحيا ونتنفس بالحدود الدنيا، وكل ما نقوم به ناقص، جامد، خامل، بلا حياة ولا روح.... وكلما تقدمنا بالعمر ازداد تنفسنا سطحية وذهبت منا الحيوية لأننا نخاف أن نعبّر عن أحاسيسنا ومشاعرنا بشكل كامل وشامل، وأصبحت حياتنا بلا معنى ولا مغزى، لم تعد نهراً متدفقاً فياضاً كأيام الصبا...
أنفاسنا لا تصل للبطن أبداً، ولا تلامس السرة إطلاقاً، بل بالكاد نتنفس من الصدر... أما عندما ينحدر النَفَس عميقاً للأسفل إلى البطن فانه يدلّك مركز الجنس ويمنحه طاقة وحيوية، ولكن المجتمع يخاف من الجنس... حتى من مجرد سماع هذه الكلمة... وهذا الخوف جعل تنفسنا سطحياً أكثر فأكثر.... وعندما تكون الخطوة الأولى خطأ فإن رحلة الحياة كلها ستكون مشوّهة ممسوخة ولن نستطيع التقدم أو التطور أبداً ولكن بالوعي وسماع كلام الأنبياء لا الأغبياء... وبالتأمل والتفكر... نستطيع أن نتغير ونتطور...
اجلس بشكل مريح، ظهرك مستقيم غير مشدود، اشهق بعمق وببطء شديدين...
سيتمدد البطن أولاً، ثم الصدر، ومن ثم ستشعر بأن جسمك كله قد امتلأ بالهواء حتى العنق... احتفظ بهذا الهواء لمدة دقيقة أو اثنتين، ثم ازفر ببطء شديد أيضاً...
كرر ذلك سبع مرات... ثم ابدأ بترديد كلمة أوم... أوم... أوم... مع التركيز على منطقة البصيرة "العين الثالثة" المتواجدة بين العينين.... انسَ أمر التنفس، واستمر بتكرار كلمة أوم... أوم... بطريقة ناعمة ناعسة... مثل الترنيمة التي تغنيها الأم لصغيرها كي ينام...
قم بذلك مع إبقاء الفم مغلقاً، واللسان ملامساً لسقف الحلق... بعد لحظات سيرتاح عقلك وفكرك من غيوم الأفكار، ومن الضغط والتوتر ليصبح صامتاً نقياً، كبحيرة ساكنة بلا أمواج... وستشعر بإشعاعات من نور تتناثر عليك من كل الجهات...
بعد ذلك اهبط بتركيزك إلى الحلق مستمراً بترديد كلمة أوم، عندها سيسترخي كل من وجهك وحلقك وكتفيك، وكأن حملاً ثقيلاً قد زال عن كاهلك لتصبح حراً طليقاً كالنسيم، خفيفاً رقيقاً كأوراق الأشجار...
بعد ذلك وجّه تركيزك إلى صلة الأرحام "السرة" مع مواصلة تكرار أوم.... وانزل عميقاً حتى تبلغ مركز الجنس، سيستغرق ذلك حوالي ربع ساعة... عندما تصل إلى مركز الجنس سيسترخي جسمك بكامله، وستشعر بتوهج وإشراق.. وكأن هالة من النور تحيط بك وتلتف من حولك... ستكون مفعماً بالنشاط والحياة.. ممتلئاً بالطاقة المتجددة المتطورة، هذه الطاقة المقدسة هي طاقة تأمل وتفكر وتذكر، طاقة الكون ونبض الحياة... ولن يكون عليك سوى الجلوس والاستمتاع بها...
كلما حاصرتك الضغوط والتوترات، يمكنك الدخول في هذا التأمل لتحصل على السلام والاسترخاء التام...
منقول من الأستاذه الكبيره مريم نور مع كامل احترامي
المســـــــــــــــــــــــــــــافـــــر